الطبيب: عزيزي المريض علاج مرضك هو إجراء عملية جراحية نستأصل بها الجزء المعطوب من جسدك.....!! المريض: وهل يوجد علاج آخر لمرضي غير العلمية؟ الطبيب: حد علمي أن لا علاج آخر إلا العملية؟ المريض: وكيف تتم العملية؟ وما مقدار الجرح؟ وكم تستغرق العملية؟ الطبيب: يتراوح الجرح بضعة سنتيمترات، أما كيف تتم فهو عمل معقد يصعب أن أشرحه لك في دقيقة أو دقيقتين ولكن ما أستطيع أن أقول لك هو: أنني سأستأصل الجسد المريض ثم نعيد ترتيب بقية الأجزاء كما كانت ما أمكن؟ أما كم تستغرق فهو أمر نسبي ما يهمك منه أن تخرج من غرفة العمليات سليماً إن شاء الله. المريض : ولكن أصر أن أعرف الوقت الذي تستغرقه العملية حتى أرتب أموري؟ الطبيب: لدي سؤال وكيف سيفرق وقت العملية ذاتها في ترتيب أمورك؟، أظن أن ما تقصده، هل عمليتي عملية صغرى أم كبرى؟ وهل هي عملية يوم واحد أم تحتاج للتنويم والبقاء في المستشفى مدة أطول؟!! المريض: عملية كبرى وأخرى صغرى.. أمممم.. لم أفهم، أريد المزيد من التوضيح إذا سمحت؟ الطبيب: العملية تعتبر صغرى إذا كان إجراؤها يستغرق أقل من ساعة. وعمليتك من عمليات اليوم الواحد التي تستغرق أقل من ساعة، كما أنه يمكن الخروج من المستشفى والذهاب إلى المنزل عندما يمرك أحد أعضاء الفريق و يسمحن لك الممرضات بذلك؟ المريض: لا حول ولا قوة إلا بالله، إذن نتوكل على الله، متى تكون العملية؟ وما هي الأشياء المطلوب أن أعملها قبل العملية؟ أسئلة شائعة ونقاش يدور بين المريض وطبيبه في كل عيادة جراحة. اعلم عزيزي المريض/ القارئ أن الاستعداد للعمل الجراحي هو بنفس أهمية العمل الجراحي نفسه، ويجب دائماً تحضير أي مريض بشكل جيد مهما كانت العملية بسيطة، فالتهاون وإغفال بعض الخطوات الهامة الأساسية في إعداد المريض للعملية قد يؤدي إلى مشاكل غير متوقعة. فالعامل الأهم الذي يحدد طريقة تحضير المريض للجراحة هو الأمراض السابقة التي يعاني منها المريض. فالمريض مطلوب منه أن يخبر كل من الجراح وطبيب التخدير عن جميع الأمراض السابقة والحالية التي يعاني منها وعن جميع العمليات الجراحية السابقة التي خضع لها حتى لو لم يسأل الجراح أو طبيب التخدير عن ذلك، بالإضافة إلى أي دواء تناوله أو يتناوله المريض في الماضي أو الحاضر وعن أي أدوية أو مواد يتحسس المريض لها. ومن المهم أن لا يغفل المريض ومرافقه أن يخبروا الجراح وطبيب التخدير عن أي مشاكل حدثت للمريض أثناء أداء العمليات السابقة التي خضع لها المريض أو أحد أفراد عائلته. كما يجب أن تخبره عن عادات التدخين أو تناول الكحول إن وجدت. إن الهدف من هذه المعلومات هو الوقاية من أي مشكلة غير متوقعة ناجمة عن مثل هذه الحالات. إن تنوع العمليات الجراحية يؤدي إلى اختلاف في الحاجة للفحوصات المخبرية فبعض العمليات البسيطة جدا واليومية قد لا يحتاج لفحص مخبري مسبق. أما في أغلب الحالات فان المرضى يخضعون لعدد من الفحوصات المخبرية حسب نوع الإجراء الجراحي وعمر المريض وحالته الصحية. ومن أهم الفحوصات المخبرية لما قبل العمليات الجراحية ما يلي:-
1-فحص شامل لكريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية وفحص مستوى الهيموجلوبين ( CBC أو تعداد الدم الكامل)
2-فحص السكر الصائم وكذلك فحص السكر التراكمي وفي حال وجود ارتفاع ملحوظ في السكر يقوم المريض بتنظيمه أولاً قبل إجراء التدخل الجراحي. وفي حالات ما قبل العمليات من الضروري جدا التأكد من عدم ارتفاع السكر عند المريض، أما عند مرضى السكري فيجب التأكد من انتظام نسبة السكر وذلك حرصاً من أن يتعرض المريض إلى ارتفاع سكر مفاجئ بعد العملية أو خلالها.
3-فحص وظائف الكلى: وتشمل فحص اليوريا والكرياتينين، وذلك للتأكد من كفاءة وعمل الكلى وقدرتها على تصريف وفلترة ما سيتعرض له الجسم خلال العملية الجراحية بما فيها عملية التخدير، وبالتالي تجنب انخفاض نسبة الكرياتينين
4-فحص أيونات (أملاح) الدم وتشمل الصوديم والبوتاسيوم والكلورايد.
5-فحص تخثر الدم ودرجة السيولة واللذين قد يرتفعان عند المرضى الذين يعالجون من أمراض معينة باستخدام الإسبرين و الوارافرين، والتي يجب التوقف عن استخدامهما قبل العملية بوقت مناسب وحسب إرشادات الطبيب.
6-إجراء اختبار الحمل (للسيدات) قبل الذهاب إلى العملية، وذلك لأن إجراء العملية في الأشهر الأولى من الحمل قد يؤدي إلى اختلاطات ومشاكل معينة.
7-فحص فيروسات الكبد ألف وباء وسين وفيروس نقص المناعة المكتسبة، وهو فحص يطلبه بعض الأطباء كإجراء وقائي لتجنب انتشار الأمراض المعدية ومحاولة السيطرة لمنع انتقالها من المريض إلى الطبيب عن طريق التعامل مع الدم أو وخز الإبرة، وكذلك للممرضين والفنيين المرافقين للعمل الجراحي أثناء العمليات. وبما أن القطاع الطبي يعتبر قطاعا متكاملا فهذا يعني أنه لا يمكن الاستغناء عن الفحوصات المخبرية سواءً قبل العمليات أو بعدها أو بالحالات العادية
